وليد محسن
عدد الرسائل : 348 العمر : 39 Localisation : القاهره تاريخ التسجيل : 27/12/2006
| موضوع: من هدى النبوة الأحد فبراير 04, 2007 8:20 am | |
| من هدى النبوة عن أنس (رضي الله عنه) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : قال الله تعالى يا بن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح في هذا الحديث بشارة عظيمة ، وحلم وكرم عظيم ، وما لا يحصى من أنواع الفضل والإحسان والرأفة والرحمة والامتنان ، ومثل هذا قوله ( صلى الله عليه وسلم ) [ لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته لو وجدها ] وعن أبي أيوب ( رضي الله عنه ) لما حضرته الوفاة قال : كنت قد كتمت عنكم شيئاً سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، سمعته يقول : [ لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم ] وقد جاءت أحاديث كثيرة موافقة لهذا الحديث ، وقوله [ يا بن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني ] هذا موافق لقوله [ أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ] وقد جاء أن العبد إذا أذنب ثم ندم فقال : أي ربي ، أذنبت ذنباً فاغفر لي ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، قال : فيقول الله تعالى : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ به ، أشهدكم أني قد غفرت له ، ثم يفعل ذلك ثانية وثالثة فيقول الله عز وجل في كل مرة مثل ذلك ، ثم يقول : [ اعمل ما شئت فقد غفرت لك ] يعني كلما أذنبت واستغفرت ، واعلم أن للتوبة ثلاثة شروط: الإقلاع عن المعصية ، والندم على ما فات ، والعزم على أن لا يعود ، وإن كانت حق آدمي فليبادر بأداء الحق إليه والتحلل منه ، وإن كانت بينه وبين الله تعالى وفيها كفارة فلا بد من فعل الكفارة ، وهذا شرط رابع ، فلو فعل الإنسان مثل هذا في اليوم مراراً وتاب التوبة بشروطها فإن الله يغفر له ، قوله على ما كان منك ] أي من تكرار معصيتك [ ولا أبالي ] أي ولا أبالي بذنوبك ، قوله [ يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ] أي لو كانت أشخاصاً تملأ ما بين السماء والأرض ، وهذا نهاية الكثرة، ولكن كرمه وحلمه سبحانه وعفوه أكثر وأعظم ، وليس بينهما مناسبة ، ولا التفضيل له هنا مدخل ، فتتلاشى ذنوب العالم عند حلمه وعفوه . قوله يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ] ( بقراب ) أي أتيتني بما يقارب مثل الأرض ، قوله [ ثم لقيتني ] أي مت علي الإيمان لا تشرك بي شيئاً ، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه، وقد قال الله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وقد قال ( صلى الله عليه وسلم ) [ ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة
| |
|